تتلمذت في كلية الحقوق على يد أساتذة عظماء مازلت اذكرهم بالإسم واتذكر كلماتهم بالحرف كانوا يصدرون مؤلفاتهم العلمية بإهداء جليل _ إلى تلميذي اليوم وزميل الغد _ ويسلموها لنا بغير مقابل فالاستاذ لا يأخذ من تلميذه او زميله علمونا اننا هنا لخلق ملكة قانونية قادرة على التحليل المنطقي وصولا لفلسفة القانون ضرورته أهدافه وغايته لا لحفظ نصوصه فالنص ميت والقانون حياه
كانت القضايا سؤال مهم خاصة في الجنائي وفي أحد القضايا تعطلت بنا الاسباب هل دخل المتهم دائرة السلوك المعاقب عليه ام ما زال خارجها وحضر اد على راشد استاذ المادة وسألناه وكانت اجابته دستورا لكل مشتغل بالقانون تستطيع أن تجرم وان تبرئ وتكون أجابتك صحيحة بشرط أن تسبب ما انتهيت اليه والتسبيب هو المقدمات التي تحمل النتيجة وتصح في منطق البداهة والعقل وهي التزام تنشغل به ذمة الدفاع قبل القضاء فالدفاع بغير تسبيب كألقضاء بغير اسباب كلاهما لا قيمة له
وقر في وجداني من يومها أنني أمام أوسع ابواب المعارف الإنسانية وان الطريق طويل والحمل ثقيل لكن الهدف عظيم.