– كانوا يسموننى في العائلة “ابن أمه”.. وهذه قصة “قلمين” من والدى و”قرصة مش هنساها” من مدرس الثانوى
– تلعثمت فى سن التاسعة لهذا السبب.. والطبيب أمرنى بقراءة القرآن أمام المرآة
– مدرس التعبير أعطانى “صفر” فى الثانوية لهذا السبب
– مجموعى فى الثانوية 80%.. وأول مرتب فى حياتى 24 جنيها.. “وتمنيت أكون مُمثل”
– حياتى فى جملة واحدة.. “رجل أنفق حياته فى خدمة الناس دون أن يخدم نفسه”
– أنا اعتدت على التعرض للخيانات.. لكنى بطبعى لست انتقاميا
لم تكن حياته أبداً سهلة، ولا شخصيته بالطبع، 87 عاماً قضاها معتداً بنفسه على حافة الغرور، من صعيد مصر وإلى القاهرة وصولاً إلى دول العالم، رسم حياته التي امتلأت بمشاهد أخفت وراءها العديد من الحكايات والأسرار، متدرجاً من النيابة إلى الحكومة إلى البرلمان، ولم يقبل أبداً إلا أن يكون على حد وصفه رقم “1”، متأثراً بصفات برج السرطان الذى لا يقبل إلا أن يقود.
الدكتور أحمد فتحي مصطفى كامل سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، لمدة 21 عاماً، الذى لم يرتبط مع الرأي العام سوى بأنه ذلك الرجل الصارم الذى يضرب بالجرس أعلى منصة برلمان قبل أن ينطق في وجوه المتجادلين “المجلس سيد قراره”، ولكن “اليوم السابع” ذهب إلى ما وراء السياسى فتحى سرور، لننقل صورة أخرى عن حياة هذا الرجل.
كان يقولى دايماً أنا واخواتى إمشوا دوغرى، أذكر إنه ضربنى بالقلم مرة، كان عندى امتحان إنجليزى، وبقوله يارب الامتحان ييجي صعب، فقالى ليه يا ابني، قلتله لإنى مذاكر الإنجليزى كويس، وعلشان أتفوق لازم الامتحان ييجي صعب، فضربنى بالقلم وقالى أنت ولد مغرور، لكنى جبت درجة تكاد تقترب من النهائية.
كنت فى أمريكا بجهز الماجيستير بمنحة من كلية الحقوق جامعة القاهرة، وعلشان يسمحولى ببرنامج كامل، يجب أن تكون لغتى الإنجليزية عالية، ولكنى أخدت في اختبار الإنجليزية بمعهد اللغة الإنجليزية 77 من 100، والبرنامج الكامل حينئذ يتطلب الحصول على 90 درجة، قابلت الأستاذ الأجنبى فقالى مش هنديك برنامج كامل، وبدل ما تقعد سنة هتقعد سنتين، قلتله أنا مش محتاج لأى درجة ولو ما سمحتليش آخد البرنامج كامل أنا هسيب الدولة دى، قالى أنا هقبل التحدى، ونتيجة كده ما شفتش أمريكا، طول الوقت كنت فى المكتبة بذاكر، وأخدت الدرجة العلمية، وعملت بحث محترم نال مدحا كبيرا جداً من الكلية.
كانت ست أميرة الله يرحمها، كنت أساعدها فى جميع أعمالها علشان ما تتعبش، لهذا كانوا بيسمونى ابن أمى.
توفيت أثناء وجودها مع أختى فى المعادى، عند سن 92 سنة، وأنا عاوز أقول إن فقد الأم وفقد الزوجة بيخلوك تعجز، تحس إنك كبرت فى السن، لما يكون وراك حد ويمشى، تحس إنك بقيت على وش المدفع، مش مسنود.
واحد خضنى فأفقدنى القدرة على الكلام السلس، تلعثمت لعدة شهور، الدكتور طلب أقرأ القرآن قدام المرآة، علشان أشوف نفسى وأنا بقرأ.
كنت طفلا هادئا جداً، محب للخطابة والقراءة وتأليف القصص.
مدرس الرياضيات إدانا مسألة وقال حلوها بطريقة غير عادية، بخلاف الجمع والطرح، وأنا حلتها بطريقة غير تقليدية، إدانى قلم قيم هدية.
كنت وقتها رئيس جمعية الخطابة، ومعروف إنى متميز فى التعبير وكنت أخطب خطبة فى فناء المدرسة أجمع الطلبة كلهم ضد الإنجليز، وأُفاجئ بمدرس اللغة العربية يدينى 9 من 15 في التعبير، المرة التانية والتالتة إدانى نفس الرقم، المرة اللى بعدها تعمدت الكتابة بطريقة خاطئة إدانى نفس الدرجة بردو، رحت قلتله أنا ما أستاهلش الـ 9 دى، أنا أستاهل صفر، قالى ليه قلتله أنا كررت عبارتين فى الموضوع كله، قرصنى قرصة ما أنسهاش أبداً وإدانى صفر من 15، بعدما قلتله أنا بمتحنك زى ما بتمتحنا، وبثبتلك إنك ما بتقرأش.
مكنتش درجة كبيرة أوى، فى حدود الـ 80%.
شفت أبويا بيضرب أخويا الكبير علشان بيشرب سجاير، فلم أقترب منها.
كتبت ذات يوم قصة تعكس الواقع ولم تُنشر، أن شخصاً أحب بنت الجيران، وذات يوم وهو عائد إلى البيت فوجئ بأن جنازتها يتم تشييعها، كتبتها ذات يوم ولم يعلم أحداً أننى أحد أبطالها، كنت أنا الشخص الذى أحب بنت الجيران وفوجئت بجنازتها أمامى وأنا عائد للبيت فى مرحلة الثانوية، ولم أسير فى الجنازة.
أنا عندى كبرياء فى الحب، ولا أحب أن أكون من يبدأ العلاقة، أنا اللى حبونى كتير بس كنت بعمل نفسى مش واخد بالى، وكنت لما بكلم أى سيدة فى التليفون أعرف شكلها وقوامها ولون شعرها وكل شئ، وأتحدى ألا يتطابق ما أتوقعه مع الطبيعة، كان لدى موهبة معينة قضيت عليها لأننى كنت قاربت على الجنون، كنت أقرأ المستقبل بتفاصيله، كنت أعرف هيحصل إيه بكره، وصلت لدرجة شفافية كاملة، لو حد جايلى أعرف هيقول إيه، فكنت هتجنن لأن كان عندى خصال محدش يعرفها، فمنعت نفسى عن هذا التفكير تماماً.
أبويا كان بيزوره واحد ضرير، أول ما دخلت عليهم قال الضرير هذا أحمد، سيكون له مستقبل كبير وكل عائلته ستستعين بيه.
أبويا ضربنى بالقلم بسبب رغبتى فى التمثيل، كنت بحلم طبعا أبقى ممثل، بعد الانتهاء من الثانوية العامة قلتله أنا هدخل معهد التمثيل، قالى عاوز تشتغل مشخصاتى!، ودخلت كلية الحقوق، ودخلت ذات مرة على يوسف وهبى علشان أهديله رواية من تأليفى، قالى يا ابني إنت ناقل الرواية دى منين، وظن أننى نقلت القصة من مكان ما ولم أكتبها أنا لصغر سنى، وألفت رواية ذات مرة ووجدتها بعد فترة على التلفزيون، سرقوها وفرحت لأننى وجدت أفكارى تتجسد، لكننى مثلت مسرحية الخائن فقط.
كتير جداً، متعود على الخيانات، دى طبيعة البشر، وأنا لست انتقاميا.
كنت ببعت قصص لجريدة الإثنين فى أخبار اليوم أثناء رئاسة محمد التابعى لها ولا تُنشر، قالى كلنا كنا كده بكره يتنشرلك، غيرت الصفة بتاعتى خلتها الأستاذ بدل الطالب، فانتحلت صفة إنى أستاذ أد الدنيا، بدل كلمة طالب، فنشروها.
كل واحد وراه عقدة فى حياته، وأنا عقدتى إنى أعمل الحاجة فى وقتها فوراً، ودا مرتبط معايا بموقف، كنت نازل من مكتبى فى نيابة روض الفرج فقابلت عسكرى ومعاه خمسة شباب مقبوض عليهم علشان محضر، كسلت ولم أقرأ المحضر وكتبت يُحجر المتهمون لباكر ويعرضوا علينا غداً، تانى يوم قرأت المحضر لقيته كلام فارغ وإنى حبست الناس دول 24 ساعة ظلم، إتضايقت من نفسى، ومن ساعتها وأنا باجى على نفسي ومستحيل أسيب حاجة تتأجل حتى لا يصاب أحداً بضرراً بسببى.
كان 24 جنيها، خلال عملى كوكيل نيابة فى شمال القاهرة.
يوم الفرح جاتلى إشارة بأنه قد حدث حريق فى مصنع ثلاجات إيديال ومطلوب منى الانتقال فوراً، فاستأذنت من المعازيم ورحت يوم الفرح أديت عملى ورجعت بعد ساعة.
أتذكر مواقف طريفة،كنت ملحق ثقافى فى سويسرا، وجالى خطاب بإلغاء المكتب الثقافى فى سويسرا للتقشف، حسيت إن شعر راسى وقف، لإنى مديون للبنك بألوف الليرات السويسرية، علشان أفرش شقتى وأظبطها، والمفروض كانت الإعارة 4 سنين، ييجوا بعد سنة يقولولى إرجع، وفى نفس اليوم جالى إتصال تليفونى من أخو عبد الحكيم عامر حينئذ كان الملحق الثقافى فى ألمانيا، قالى مبروك إنت إتعينت مستشار ثقافى فى باريس، فشكرته.
ومن المواقف السخيفة، إنى كنت نمرة 2 فى المكتب الثقافى، فنمرة 1 أخد أجازة فأنا بقيت نمرة 1 بالإنابة، فكل قرار خده مش عاجبنى لغيته، فتفهم من دا إنى لا أصلح أن أكون رقم 2 أبداً.
مكنتش عاوز أروح، وكنت زعلان، كنت من أشهر المحامين، ولم أكن أتمنى أن أكون وزيراً، ولكن ما أسعدنى هو أنه حينما عُرضت عليا الوزارة، شعرت أننى سأتخلص من الأعباء وهموم الناس اللى عليا كمحامى، لإن كل واحد واقع في مصيبة حاطط عليا أمل، ودى مسئولية كبيرة جداً.
رجل أنفق حياته فى خدمة الناس دون أن يخدم نفسه…