تحتفل كلية الحقوق بجامعة القاهرة بمضي مائة وخمسين عامًا على انشائها، فتسجل بذلك ريادتها في العمل على إرساء القيم القانونية للمجتمع وتكوين الملكة القانونية لطلاب القانون واعدادهم لممارسته في مختلف مجالاته مسلحين بمبادئه.
ويرمز هذا الاحتفال إلى الرسالة المتميزة التي تنهض بها هذه الكلية لارساء سيادة القانون وتكوين جيل يرفع رايته ويحافظ على مبادئه ويعمل على تطويرها لصالح المجتمع.
وقد نهضت هذه الكلية عبر تاريخها العريق المجيد بمختلف الدراسات والبحوث القانونية التي قام بها أساتذتها وخريجوها، وحملت لواء النهضة القانونية في مختلف المجالات، وكان لرجال القانون الذين تخرجوا من هذه الكلية الفضل في ريادة الحركة الوطنية في مصر والدفاع عن الحقوق والحريات وحمايتها.
ولم تقتصر هذه الكلية على تدريس القانون في صورته التشريعية بل عمدت إلى ترسيخ قيمه وتعميق ملكته وتطويره، تلبية لاحتياجات المجتمع، ونجحت في إرساء نظام قانوني متميز بمبادئه وأصوله.
ونجحت الكلية في أن تنشئ على يد اساتذتها كليات أخري في مختلف محافظات مصر وفى الدول العربية لكى تنهض برسالة القانون وإعداد أجيال ممن يحملون رسالته لخدمة المجتمع، فاستحقت عن جدارة وصفها بأنها الكلية الأم لسائر كليات الحقوق في العالم العربي.
ومن حق كلية الحقوق أن تزهو بأن القانون الذي ترعي تعليمه وتعميق قيمه بين الطلاب يؤدي دورًا أساسيًا داخل المجتمع لا غنى عنه، فهو العنوان المضيء للمشروعية في كافة الأعمال القانونية، وهو الضابط الذي يحكم صحتها، وبه يتم التعبير عن ضمانات الحقوق والحريات.
إن هذا الاحتفال يرمز إلى الرسالة الخالدة التي تؤديها كلية الحقوق وهي إعلاء سيادة القانون.
إن هذا الاعلاء يتطلب تكوينًا قانونيًا متميزًا ينعكس في مرحلته التشريعية فتكون النصوص واضحة ملبية لاحتياجات المجتمع، وينعكس على تطبيقه فتتحقق به وحدة المعنى القانوني ويتأكد به الأمن القانوني، وينعكس على تنفيذه بصورة خاصة ترسيخًا لقيم المبادئ القانونية داخل النفوس والضمائر، وهو ما تنهض به الكلية عبر تاريخها العريق.
وليكن احتفالنا اليوم بمضي مائة وخمسين عاما على انشاء كلية الحقوق بجامعة القاهرة تعبيرًا عن تصميم الكلية على العمل نحو رفعة القانون وإعلاء شأنه وتطويره لخدمة الاحتياجات المتطورة للمجتمع.